بسم الله الرحمن الرحيم
*~*~*~*~*~*~ *~*~*
عود من الحطب يصير سيفاً
*~*~*~*~*~*~ *~*~*
في العم الثاني لهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت غزوة بدر الكبرى بين المسلمين والمشركين، وكان عدد المسلمين يومه ثلث عدد المشركين ولم يكونوا على إستعداد للقتال، فلم تكن معهم أسلحة كافية، كما كان معظم الجيش من الشيوخ، ولكنهم أرغموا على القتال بعد نجاة قافلة أبي سفيان التي كانوا يقصدونها، استرداداً لبعض الأموال التي نهبها المشركين وإستولوا عليها من المسلمين قبل وبعد هجرتهم إلى المدينة، ولم ينسحب المسلمون من المواجهة خشية أن يظن المشركون أنهم جبنوا وخافوا، وقد أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بنزول الملائكة إستجابة لدعائه ( الله نصرك الذي وعدت ) وكان سيدنا عكاشة بن محصن الأسدي رضي الله عنه في صفوف المجاهدين، وكان شجاعاً مقداماً لايرهب أعداءه، بل تقدم الصفوف وصال وجال، وضرب الأعداء يمنة ويسرة، فقتل وجرح الكثير منهم، وبينما هو في ميدان القتال، كالأسد الهصور، والمعركة على أشدها، إذا بسيفه ينكسر فينقسم نصفين، كيف يتصرف؟
هل يقف في وسط المعركة بدون سلاح؟ لاشك أنه سوف يقتل إن فعل ذلك، بل ذهب مسرعاً إلى مركز القيادة، فوجد القائد الأعلى للقوات الإسلامية، رسول الله صلى الله عيه وسلم، ليشير عليه كيف يتصرف في هذا الموقف العصيب.
وإذا بالرسول صلى الله عليه وسلم يعطيه عوداً من الحطب!!
هل يصلح عود الحطب في معركة بالسيوف والنبال والخيول؟! وتعجب عكاشة ولكنه لا يستطيع أن يرد ما أعطاه له الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخذ عود الحطب، وبمجرد أن هزه بيده، صار سيفاً طويل القامة، شديد المتن، أبيض الحديد، فأسرع به إلى ميدان القتال، وظل يقاتل بسيفهحتى إنتصر المسلمون، وأتم الله لهم الغلبة، وسمي هذا السيف (العون).
وظل عكاشة بن محصن رضي الله عنه يشهد به المشاهد ويقاتل به في الغزوات، حتى لحق الرسول صلى الله عليه وسلم بالرفيق الأعلى، وأمتد جهاد عكاشه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إستشهدفي حروب الردة في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه والسيف لا يزال في يده.
ونستفيد من هذه المعجزة:
1ـ أن اللهتعالى ينصر عباده المؤمنين مهما قلت الحيلة وضعفت الوسيلة.
2ـ إصرار الصحابة على الإشتراك في قتال الأعداء، وشجاعتهم في كل مواقفهم.