بالرمز والسلوك يؤثر نجوم الرياضة في ثقافات الشعوب .. ويجذبونها نحو الاهتمام بأمر ما .. أو يستدعون لديهم الصورة الذهنية عن أمر ما .. ويساهمون في تحسين الصورة أو تشويهها لديهم.
ومنذ أيام أعلن نجم كرة القدم "لامين كونتي"، لاعب نادي الوحدة الإماراتي إسلامه، وقال: إن ما دفعني للإسلام هو تجمع اللاعبين في وقت واحد لأداء الصلاة، وسلوك اللاعبين والمسئولين بالنادي معي، وقد دفعني ذلك إلى طلب بعض الكتب الصادرة بالإنجليزية من زميلي عادل مطر، وإبراهيم سيف، وهو ما ساهم في محو الصورة الذهنية التي رسمها الغرب عن الإسلام لديّ، كما أنني كنت أراقب سلوك زميل اللعب السنغالي "البوري لاه". وقال اللاعب السيراليوني الذي أطلق على نفسه اسم "محمد": إن لاعبي كرة القدم ونجوم الرياضة المشاهير عليهم عبء كبير في توضيح ما علق بالإسلام من تهم ألصقها به الإعلام الغربي.
وعلى شاكلة محمد كونتي .. كان لاعب النادي الأهلي المصري الغاني الأصل "فليكس أبواجي"، الذي أثار اهتمامه صيام اللاعبين في شهر رمضان وأداؤهم للمباريات بنفس الجدية ودون حجج نقص العناصر الغذائية في الجسم، وقال: إن ما أثار اهتمامه بالإسلام هي "سجدة الشكر" التي كان يؤديها بعض اللاعبين عند تسجيلهم للأهداف.
وقد أسلم اللاعب الغاني وأطلق على نفسه اسم أحمد، ورزقه الله بطفل أسماه أشرف "وكان يواظب على أداء الصلاة مع بعض اللاعبين في أحد المساجد الشهيرة بالدقي (القاهرة/مصر)، وكان يتعجب من جلوس المصلين في الشوارع واصطفافهم في خشوع عند أداء الصلاة.
ولعل ما فعله النجم الأولمبي الشهير المصري "محمد رشوان" ما يزال حاضرا في الأذهان؛ حيث رفض في نهائي الوزن الثقيل في منافسات الجودو في دورة لوس أنجلوس "الأولمبية عام 1984، حينما رفض أن يستغل إصابة منافسه الياباني "ياميشيتا" في ركبته، وامتنع نهائيًّا عن ضربه في هذا المكان، وفاز البطل الياباني بالميدالية الذهبية، وفاز رشوان بالميدالية الفضية، ولكن اللاعب الياباني انهال تقبيلاً للاعب المصري ورفع يديه وطاف به الصالة التي هتفت جماهيرها مرددة "محمد .. محمد"، والأغرب من ذلك أن اللاعب الياباني الذي يعد أفضل لاعب جودو في التاريخ أشار بخلق ونبل وسلوك محمد رشوان، ودعاه لزيارة اليابان، وهناك وجد اللاعب المصري مدى تقدير وحفاوة اليابانيين به، وتزوج من يابانية بعد أن أعلنت إسلامها، بل إن اليابانيين أقبلوا على القراءة عن الإسلام بعد سلوك .. "محمد"، وأعلن عدد كبير منهم إسلامهم بسبب سلوك حضاري للاعب.
وتأثر "فوزيه فاريا" -المدرب البرازيلي لنادي الجيش الملكي المغربي، والذي قاد المغرب للصعود إلى نهائيات كأس العالم سنه 1986 بالمكسيك- بسلوكيات بعض لاعبي الفريق الذين يصرون على أداء الصلوات في مواعيدها، ورفض الإفطار نهائيًّا في رمضان؛ فتعجب "فوزيه فاريا"؛ لأن هؤلاء اللاعبين هم أكثر اللاعبين التزامًا في الملعب، وأفضلهم سلوكًا، ويحظون بحب وتقدير جميع اللاعبين، فسأل أحدهم ذات مرة، ما السر في ذلك، فقال: إنني أحاول الالتزام بتعاليم الإسلام؛ لأن الدين المعاملة، فبحث وقرأ المدرب البرازيلي عن الإسلام وأعلن إسلامه وأطلق على نفسه اسم "المهدي".
ويثير أحيانًا بعض اللاعبين الاهتمام الشديد بتصريحاتهم الغريبة؛ فقد سئل اللاعب "أحمد حسن" نجم نادي الإسماعيلي والمنتخب المصري والمحترف في نادي "كوجالي" التركي عن طموحاته في الحياة، فقال: أتمنى أن يكون سلوكي ونمط حياتي وأدائي للفرائض يؤدي إلى دخولي الجنة، وكان ذلك في حوار صحفي لواحدة من كبرى المطبوعات الرياضية المتخصصة، ومن المؤكد أن هذه الإجابة سوف تثير اهتمام الكثير من الشباب الذين ينظرون إلى نجوم كرة القدم كقدوة.
بل إن الفرق العربية تثير الاهتمام بتجمعها قبل بدء المباريات وقراءة الفاتحة والمعوذتين والإخلاص، داعين الله أن يوفقهم.
ويؤثر الرمز أحيانًا في ثقافات الشعوب .. فإن إعادة هدف اللاعب السعودي "سعيد العويران" -الذي هز به شباك بلجيكا في كأس العالم 1994 بأمريكا في المحطات الرياضية العالمية- يستدعي في أذهان المشاهدين الصورة الذهنية عن السعودية كدولة تضم المقدسات الإسلامية، وربما يستدعيها آخرون لكونها دولة منتجة للبترول أو لأي سبب آخر، ولكن المؤكد أنه سوف يتم استدعاؤها لدى المشاهد، تمامًا كما حدث بعد فوز إيران على أمريكا في كأس العالم 1998 بفرنسا، والتصريحات التي خرجت من سياسيين تؤكد إمكانية الانتصار على أمريكا في أي مجال، طالما أخذنا بالأسباب، وتم الاستعداد جديًّا لذلك.
........................(منقول).......................
الإثنين مارس 02, 2009 7:15 pm
